ـ عرف الهجرة؟
هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام.
ـ اذكر أول من هاجر إلى المدينة؟
أبو سلمة بن عبد الأسد.
ثم مصعب بن عمير.
وقد تتابع المهاجرون فقد هاجر بلال وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر.
ثم قدم عمر في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ اذكر بعض النصوص التي تدل على أن الهجرة للمدينة كان بوحي إلهي؟
جاء في الحديث: (رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهَلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي يثرب) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لا بتين).
(وهلي) ظني.
ـ اذكر بعض الأمور التي حدثت عند الهجرة؟
(عندما أراد صهيب الهجرة، قال له المشركون: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك، والله لا يكون ذلك، فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي، أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم، قال: فإني قد جعلت لكم مالي، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ربح صهيب) رواه الحاكم.
(عن أم سلمة أن زوجها أبا سلمة عندما أراد الهجرة حملها مع ابنه سلمة، فرآه أهلها فلحقوا به، وقالوا له: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتك هذه، علام نتركك تسير بها في البلاد؟ وانتزعوها منه وغضب عند ذلك رهط أبي سلمة فقالوا: لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا الطفل بينهم حتى خلعوا يده وذهبوا به، وانطلق أبو سلمة وحده إلى المدينة، فكانت أم سلمة بعد هجرة زوجها وانتزاع ابنها منها تخرج كل غداة بالأبطح تبكي حتى تمسي نحو سنة، فرقّ لها أحد ذويها فقال لرهطه: إن شئت الحقي بزوجك، فاسترجعت ابنها من آل سلمة وهاجرت إلى المدينة بصحبة عثمان بن أبي طلحة).
ـ لماذا بقي الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة لم يهاجر؟
بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر أن يؤذن له بالهجرة.
2ـ من بقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة؟
قال ابن القيم: (ثم خـرجوا أرسالاً يتبع بعضهم بعضًا، ولم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعلي، أقاما بأمره لهما، وإلا من احتبسه المشركون كرهًا).
3ـ ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر عند ما تجهز للهجرة للمدينة؟
قال له: (على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي). فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه البخاري (3905)
وعند ابن حبان: (استأذن أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج من مكة، فقال: اصبر).
(على رسلك) أي على مهلك. (فحبس نفسه) المراد منعها من الهجرة.
4ـ ماذا فعلت قريش بعد ذلك للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته؟
اجتمعوا ليبحثوا عن أنجع الوسائل للقضاء على محمد صلى الله عليه وسلم.
5ـ أين اجتمعوا للتشاور؟
في دار الندوة.
قال ابن القيم: (فاجتمعوا في دار الندوة ولم يتخلف أحد من أهل الرأي والحجا منهم ليتشاوروا في أمره).
6ـ من حضر هذا الاجتماع؟
حضره إبليس في صورة رجل شيخ من أهل نجد.
7ـ ما هي الآراء التي طرحت في هذا الاجتماع؟
ذكر القرآن الكريم مضمون هذه الآراء التي طرحت في ذلك الاجتماع.
فقال تعالى: {وإذ يمكروا بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجـوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.
(ليثبتوك) ليسجنونك.
وجاءت هذه الآراء مفصلة في بعض الروايات:
فقال أحدهم: أن نحبسه.
فرفضه الشيخ النجدي.
وقال آخر: أن ننفيه.
فرفضه أيضًا الشيخ النجدي.
ثم اقترح أبو جهل فقال: قد فُرق لي فيه رأي ما أرى قد وقعتم عليه. قالوا: ما هو؟ قال: أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلامًا نهدًا جلدًا، ثم نعطيه سيفًا صارمًا، فيضربونه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه في القبائل، فلا تدري عبد مناف بعد ذلك كيف تصنع، ولا يمكنها معاداة القبائل كلها، ونسوق إليهم ديته.
فقال الشيخ النجدي: لله در الفتى، هذا والله الرأي، فتفرقوا على ذلك.
8ـ ما الذي حدث بعد هذا القرار؟
أتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره به، وأمره بعدم المبيت على فراشه هذه الليلة، وأمره بالهجرة.
9ـ ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك؟
ذهب إلى أبي بكر ليبرم معه مراحل الهجرة.
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها... قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له، فدخل، فقال النبي لأبي بكر: أخرج من عندك، فقال أبو بكر: إنهم هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله، قال: فإني قد أذن لي في الخروج، فقال أبو بكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم). رواه البخاري
10ـ من هو الصحابي الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينام في فراشه؟
علي بن أبي طالب.
11ـ ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك؟
خرج هو وأبو بكر إلى غار ثور.
ففي حديث الهجرة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (... ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور فَكَمُنا فيه ثلاث ليال). رواه البخاري (3905).
12ـ ماذا فعلت قريش بعد ذلك؟.
اجتمعوا على باب الرسول صلى الله عليه وسلم يرصدونه ويترقبون نومه ليثبوا عليه.
13ـ ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك؟
خرج عليهم فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤوسهم وهم لا يرونه، وهو يتلو: {وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون}.
14ـ ماذا فعلت قريش بعد ذلك؟
جعلت قريش دية كل واحد منهما، فجدّ الناس في الطلب.
15ـ من الذي كان يستمع لهم الأخبار ويأتيهم بها؟
عبد الله بن أبي بكر.
ففي حديث الهجرة السابق: (فيبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائتٍ، فلا يسمع أمرًا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام). صحيح البخاري (3905)
16ـ من الذي كان يرعى لهم الغنم ويريحها عليهم في الغار؟
مولى أبي بكر عامر بن فَهيْرة.
ففي حديث الهجرة السابق: (... ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من الغنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء). صحيح البخاري (3905)
17ـ من هو الدليل الذي استأجره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ليدلهما على طريق المدينة؟
هو عبد الله بن أريقط.
ففي حديث الهجرة السابق: (... واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلاً من بني الذيل هاديًا خريتًا وهو على دين كفار قريش، فأمناه فدفعا إليه راحلتهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث). صحيح البخاري (3905)
(خريتًا) الخريت الماهر بالهداية، وسمي خريتًا لأنه يهدي بمثل خرت الإبرة، أي ثقبها، وقيل له ذلك: لأنه يهدي لأخرات المغازة، وهي طرقها الخفية.
18ـ من هي ذات النطاقين؟
هي أسماء بنت أبي بكر.
19ـ لماذا سميت بذلك؟
لأنها وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر زادًا ووضعته في جراب وقطعت من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاقين. رواه البخاري.
20ـ ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة؟
نظر إليها وقال: (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت). رواه الترمذي
21ـ متى أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: ﴿وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق﴾؟
عندما أمره الله بالهجرة.
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة، فأنزل الله: {وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا}. رواه الترمذي.
قال قتادة: ({وقل ربّ أدخلني مدخل صدق} يعني المدينة، {وأخرني مخرج صدق} يعني مكة).
قال ابن كثير: (... وهذا القول هو أشهر الأقوال وهو اختيار ابن جرير).
22ـ ماذا كان يصنع أبو بكر وهما في طريقهما إلى الغار؟
يمشي ساعة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وساعة خلفه.
23ـ ماذا قال للرسول صلى الله عليه وسلم عند ما سأله عن السبب؟
قال: (أذكر الطلب فأمشي خلفك، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك).
24ـ ماذا قال أبو بكر للرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى المشركين فوق الغار؟
قال: (لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا).
25ـ ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال له: (يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
26ـ اذكر بعض فوائد الحديث السابق؟
§ كمال توكل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه.
§ وجوب الثقة بالله عز وجل والاطمئنان إلى رعايته.
§ منقبة عظيمة لأبي بكر.
§ عناية الله تعالى بأنبيائه وأوليائه ورعايته لهم بالنصرة، كما قال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}.
وقد نصر الله نبيه في ثلاث مواقع:
1ـ حين الإخراج. قال تعالى: {إذ أخرجك الذين كفروا}.
2ـ عند المكث في الغار. قال تعالى: {إذ هما في الغار}.
3ـ حينما وقف المشركون على فم الغار. قال تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
§ هذا الحديث يدل على بطلان قصة العنكبوت، وأنها نسجت على باب الغار.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: (وفيه دليل على أن قصة العنكبوت غير صحيحة فما يوجد في بعض التواريخ أن العنكبوت نسجت على باب الغار، وأنه نبت فيه شجرة، وأنه كان على بابه حمامة، وأن المشركين لما جاءوا إلى الغار قالوا: هذا ليس فيه أحد... كل هذا لا صحة له؛ لأن الذي منع المشركين من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر ليست أمورًا حسية تكون لهما ولغيرهما، بل هي أمور معنوية، وآية من آيات الله عز وجل حجب الله أبصار المشركين عن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر “.
**********************
مــــــــ خالص تحياتي ــــــع
الجنرال